إتفقنا على أن لا نتَّفق..!
إتفقنا على أن لا نتَّفق..!
أفاقتْ اقوامٌ ونحن نيامٌ لا نستفق..!
كثر الحديث عن الحلم الايزيدي في الايام الاخيرة.. وكثرت معه الاقاويل والاتهامات الخطيرة.. حتى بات الحلم كابوساً وبات الخلاص منه مشكلةً كبيرة..
فأي حلم يمكننا رؤيته يا ترى ، إن كان نومنا مقلقاً هكذا وكانت بداياتنا كالمستحيل عسيرة..؟وكيف يمكننا أن نكون ضباط صفٍ ،إن كان لغونا يعلو على ايقاع المسيرة ..وكيف يمكننا أن نكون دعاة فكرٍ ،إن كنا نسوق أفكار معارضينا سوق المواشي صوب الحظيرة...! فلا نقبل ولا نتقبل بعضنا ولا نحاول حتى الخروج من هذه الوتيرة..صار اعتدادنا بأنفسنا أمراً يكاد يفقدنا البصيرة..ّ فالى أين تأخذنا يا ترى أفكارنا المنيرة...؟
كل المجتمعات نهضت بعد الكوارث التي حلت بها وأغلب المجتمعات تعلمت من الاخطاء التي اثرت عليها وحرفت من مسارها. ولم يأتي التغيير هكذا عشوائياً انما كان حصيلة جهودٍ بذلها ابناء هذا المجتمع وذاك ،وأفكارٍ ابدعها المفكرون والكتاب والمثقفون والحصيلة النهائية كانت النهوض بالمجمتع بطريقة سليمة دون اللجوء الى التفكير بالذات والانفراد بالقرار.واليوم ونحن نتأمل النهوض بالمجتمع الايزيدي ونتطلع الى ما سيقوم به كتابنا ومثقفونا في هذا المجال، فأننا ننصدم بواقع مرير يجعلنا نشك في مدى قدرة المنادين بالمصلحة العامة حيناً بل ونؤمن بعدم امكانيتهم على تفعيل كلماتهم البراقة حيناً آخر.فإن كانت نظرة المثقفين قصيرة المدى هكذا فكيف ستكون نظرة الانسان البسيط اليهم اولاً ثم الى مسألة النهوض بالمجتمع ثانياً وإن كنت أقول أن مثقفونا متهمون بقصر النظر ــ ليس العضوي طبعاً ــ فإنما أقول ذلك لأنني متألم من عدم قدرتهم على تحمل أفكار بعضهم وعدم مرونتهم في الاستماع الى النقد سواء كان هداماً ام بناءاً فالأجدر بالمثقف أن يكون واسع الصدر قادراً على الاخذ والعطاء ، لا أن يكون عصبياً على آراء غيره ومتعصبا لآرائه والا فكيف سيتمكن من اقناع القاعدة الجماهيرية بأن مقترحاته هي الافضل، فليس المهم أن يكون رأينا ،يا كتابنا ،هو الراجح وحجتنا هي الغالبة بقدر ما هو مهم أن نتوصل الى ما فيه خير الجميع وما يصب في خدمة المجتمع.
إن ما كنا ننتظره من مؤتمر ايسن لم يأتي ثماره على الأغلب فقد تفهمت الاطراف المتعددة بعضها البعض على نحو أفضل ورسم كل طرف ما يراه الأنسب لمستقبل الشعب دون أن يؤخذ رأي الشعب أصلاً او أن يؤخذ برأي ومقترحات الحاضرين أنفسهم فهذا يسأل ولا يجيب على سؤاله أحد وذاك يريد أن يضيف شيئاً ولكن المسودة الاولية مكتوبة مسبقاً ، والتخلخل الى تغييرها يبدوا انه جاء متآخراً بعض الشيء واللجنة منتخبة وليس فيها تراجع وان كان هنالك امكانية في الاضافة نوعاً ما، وهكذا جاءنا الخبر اليقين. ورغم أني لم أكن متواجداً في أروقة القاعة التي ضمت المؤتمر إلا أنني أخذت زبدة ما جرى هناك من خلال حديث الناس عنه ومن خلال التعقيب والرد من الاطراف على بعضها والذي أمسى على ما يبدوا ميزة تخصنا نحن الايزيدية دون غيرنا فهذا مقال يرد على فلان وذاك تعقيب من فلان على ما قاله فلان والقصة متروكة دون حل وحتى هذا المقال يكاد يحتسب تعليقاً على...أو توضيحاً ل...وما أكثر المسميات التي نضطر الى اللجوء اليها.
وأؤكد أن على مثقفينا أن يتقبلوا النقد وخاصةً البناء منه والكلام موجه الى الاخوة الذين قاموا ــ مشكورة مساعيهم ــ بالاشراف على المؤتمر الذي كان الحصيلة النهائية للمظاهرات التي قام بها الاخوة الايزيدية في المدن الالمانية وبالتالي فقد وضع هؤلاء الناس ثقتهم بهؤلاء الاخوة ولكن مع ذلك فإنهم لم يتقبلوا على ما يبدوا لا النقد الموجه لهم ولم يستمعوا الى المقترحات المقدمة اليهم رغم أنهم من الذين يعدون رواد الكتابة والفكر في المجتمع الايزيدي ولهم نشاطات لا تعد في هذا المجال فكيف ضاقت بهم السبل في تحمل النقد الذي قدمته الاميرة عروبة بايزيد على سبيل المثال لا الحصر والذي ما كان يحمل سوى دلالات النقد البناء كما كان واضحاً في سياق عباراتها ثم أن الحوار مادام حراً فعلى الجميع أن يتقبله وكل من يستبد برأيه لن يصل بالتالي الى ما يصبوا اليه.أننا بحاجة الى تحالفات ترفع من شأننا وتقوي من موقفنا ولسنا بحاجة الى تناقضات نضيع في متاهاتها والا فكيف سيتسنى لنا ان نمثل الايزيدية أمام باقي المجتمعات ان كنا غير قادرين على اقناع من سنمثلهم قبل كل شيء.
إن الحلم الذي يتحدث عنه الجميع لن يفسده النقد البناء حسب ما جاء في التوضيح الذي كتبه الاخوة في قنديل انما سيفسده عدم مبالاتنا لبعضنا البعض وعدم اهتمامنا بالمقترحات الهادفة وسيفسد الحلم أيضاً تضخيمنا للأمور البسيطة ومناقشتنا للمسائل العقيمة.وعليه فأنا ادعوا كل الاخوة والاخوات من الكتاب والمثقفين أن يسمعوا الرأي الآخر بشيء من الاهتمام بعيداً عن الدخول في الامور الشخصية وأنا على يقين أن المهمة ستكون أيسر على الجميع ومن الله التوفيق.
رائد شيخ فرمان
موضوع: إتفقنا على أن لا نتَّفق..! 
26/10/2007, 3:50 pm
