سعيد صالح ودور البطولة في مسرحية عن الأيزيدية....عبو شيخ فرم

عدد الرسائل : 7 العمر : 44 تاريخ التسجيل : 20/10/2007

سعيد صالح ودور البطولة في مسرحية عن الأيزيدية....عبو شيخ فرمان

حين كنا أطفالاً كنا ننتظر حلول الصيف وانقضاء الموسم المدرسي بفارغ الصبر،حيث متعة انتظار البث التلفزيوني ومتابع فترة برامج الاطفال التي كان يشاركنا في مشاهدتها حتى الكبار وإن حاولوا الإنكار.وحين كانت تحل فترة القيلولة كانت الرغبة في الهرب من البيت تنادينا حيث كان ينتظرنا أصدقائنا المتسللين من بيوتهم قبلنا، للذهاب الى رأس العين الواقعة في أقاصي القرية ذلك المكان الذي كنا نستمتع بقضاء الظهيرة فيه فكنا نسبح في البركة الناشئة من التقاء مياه الينابيع الكثيرة وكان يطلق على تلك البركة (كه ر زه لال)لصفاء مائها وعذوبته.وكه ر زه لال تقع في قرية باعذرة وأقول قرية لأنني تمنيت لو أنها بقيت كما كانت.
وما كان يحبب الصيف الى نفوسنا بالاضافة الى ما ذكر هو كونه فصل الطوافات التي كانت تجمع شملنا كل سنة في كل القرى الايزيدية بطبلها وزرنتها ودبكاتها وضيافة وكرم اهلها.ومن ثم يأتي الحدث الاكثر ترقباً وهو عيد جماعية شيخ عادي والذي لا يمكن وصفه بمجرد كلمات فشعور كل ايزيدي كان ممزوجاً بالفرحة والقدسية لزيارة هذا المكان المقدس والالتقاء بالاصدقاء والاحبة في رحابه،المكان الذي حفرت ذكرياته في قلوب كل من عاش تلك الايام السعيدة.
والان وبعد التغيير الكبير الذي حصل في حياتنا وبفترة تكاد تقدر بالقصيرة قياساً الى حجم التغيير الحاصل فينا ، هل يستمتع أطفالنا اليوم بما كنا نستمتع به سابقاً وهل يعرفون ما هي الطوافات وماذا تعني لالش وما هو المغزى من رسالتها الانسانية الجليلة وهل هناك من يوضح لهم هذه الامور أم ان ذلك مؤول ــ تهربا لا قناعةً ــ الى سنة الحياة ام سنة الفترة الانتقالية التي نمر بها.وهذا الكلام لا يشمل الاطفال فقط بل الشباب الذ تغير مع المتغيرات وليت التغير يكون من الخارج فقط. فلا ضير أن يواكب الانسان المودة بلبسه شرط ان لا يكون مؤثراً سلبياً على فكره واخلاقياته.فهل تعكس هذه التغيرات جوانب سلبية ام ايجابية وهل هو تطور أم تخلف؟ومن الذي اسرى هذا التغيير فينا يا ترى؟؟أيعقل أن يكون السفر الى اوربا..!
نقول دائما ان الزمان قد تغير والمكان قد تغير لكني اعتقد ان شيئاً لم يتغير سوى نفسياتنا واعمالنا واحترامنا للقيم والمبادء والدين والخ...لالش مازالت في مكانها ومزاراتنا لم تتغير وان الشمس مازالت تشرق وتغرب كل يوم.. فلم يتغير شئ ولكن الانسان قد تغير فليس هنالك روح الجماعة كما كان في السابق واصبح كل واحد منا يبكي على ليلاه فاذا قلت لاحد ان بيت جارك يحترق يقول وما داخلي انا انه بيت جاري وليس بيتي,ولكنه لا يفكر ان كانت تصوراته خاطئة وتقديره لسرعة الرياح خاطئ فقوة الشر في ايامنا هذه اقوى من قوة الخير وسوف يحاول الشرانيون تقوية الرياح لكي تحرق بيتك ايظا مع بيت جارك فاليوم جارك وغدا دورك.
كل منا مشغول بملئ جيبه وكل حسب طريقته ولا يهمنا ما يجري والى اين تبحر بنا السفينة التي تاتي رياحها من اتجاهات ربما تودي بمصالحنا في نهاية الامر.لا يهمنا من هو ربان السفينة أو اين تتجه,لا يهمنا ما يجري للاخرين مادمنا نحن سالمين.
نحن نعارض كل من يقترح فكرة حتى ولو كانت لمصلحتنا.. اصبحنا متذبذبين في قراراتنا ونخاف بعضنا البعض.
فلو سالنا سؤالا وقلنا 1+1 =...؟سوف يقول قسم يساوي2 ويقول القسم الاخر لا ادري خوفا على مصالحه الشخصية ويقول اخرون لا انه لا يساوي اثنان وسوف يقلبون هذه المسالة الحسابية الى مسالة سياسية صرفة ويدخلوها بالتاريخ والجغرافية والوطنية وسوف ياتون بجمل وعبارات غير مفهومة بحيث يقنعوك ان 1+1 لا يساوي اثنان في ختام الحسبة!!!!
ولو انزل الله سبحانه وتعالى مجموعة من الملائكة وامرهم بالعمل لصالح خدمة الايزيدية فسوف نعترض على ما يفعلون ونقولون ان الملائكة استعملوا الكلمة الفلانية في الوقت الذي كان يتوجب عليهم استعمال مفردة اخرى .........؟حتى الملائكة لن يسلموا من اراءنا وانتقاداتنا الغير بنائة والغير مجدية، فنحن نعارض الرايح والجاي....؟ وهنا اريد الاشارة الى انني ارحب بكل من ينتقدني ولكن على ان يكون هذا النقد بناءاً وصحيحاً كي استطيع تصليح اخطائي ولكني ارى اننا نستعمل الانترنيت بطريقة خاطئة فبدل ان نناقش المواضيع ونحاول الاستفادة وان نفيد ونستفيد ,نقوم بكتابة ما هو غير لائق ونشتم بعضنا البعض وخاصة في اوربا ولا اعرف هل وجود الايزيدية بكثرة في اوربا هو من صالحنا ام من طالحنا؟وهل شبابنا الموجود في اوربا متطور ام متخلف وهل يستطيع تمثيلنا حقاً؟اتمنى ان يكون بالمستوى المطلوب وان يكون مصدر تطور على ان يكون هذا التطور غير مقتصر على المظهر فقط بل يتعداه ليشمل الجوهر أيضاً.
إن آرائنا تكاد تفوق عددنا فلو افترضنا ان عددنا يقارب الستمائة الف نسمة فإن آرائنا ستربوا على السبعمائة الف رأي.فلو دار الحديث عن الطب مثلاً لوجدنا أن هنالك 600 الف رأي ولو تحدثنا في السياسة لحصلنا على العدد نفسه وكذلك الحال في الفن والموسيقى والرياضة والخ...فلماذا كل هذا التناطح ولماذا كل هذا التنافر ولماذا لا نتفق على ابسط الاشياء التي من شأنها ان ترتقي بنا وبأفكارنا ومجتمعنا فيسهم الجميع في خدمة الايزدياتي ويسهل الطريق في اعداد جيل يتربى على اخلاقيات تعاونية لا تصارعية وبالمقابل فإننا إن لم نسمع نداء الاتحاد ولم نمشي عليه فإننا سننتهي حتماً الى الهاوية.
فلنعمل جميعا من اجل خدمة ديننا ووطننا وانفسنا وخدمة اطفالنا والاجيال القادمة، فوالله لو عملنا جميعا يدا بيد فسوف نكون كيان سياسي واقتصادي قوي من شأنه أن يخدم الجميع دون استثناء.
إن اي موضوع يطرح من قبل جماعة يلقى الرد بالرفض تلقائيا من جماعات اخرى من دون النظر الى ماهية ما طرح ويرفض فقط لانه من الجماعة الفلانية وليس من الجماعة الفلانية وان هذا التناقض يذكرني بمسرحية العيال كبرت التي تدور أحداثها على المشاكل التي تعاني منها عائلة السيد رمضان والمتكونة من احمد زكي,سنية ,يونس جلبي وسعيد صالح الذين يمثلون العيال، فيدور حوار بين شخوص المسرحية أي العيال في محاولة منهم لحل مشاكل العائلة فيقترح احد الاخوان عقد اجتماع لمناقشة سبل حل هذه المشاكل ويوافقوه إخوته على ذلك.فيجتمع الاخوة ويبدأ احدهم بالكلام وهو أحمد الذي يستهل كلامه قائلاً:يا إخوان فيقاطعه أخوه المتمثل بسعيد صالح قائلاً: انا اعترض فيقول احمد ولكني لم ابدأ بعد؟فيضيف صالح :ما دام هنالك اجتماع واعضاء فلابد ان يكون هنالك اعتراض..!ويوجه الكلام الى يونس جلبي قائلاً:اليس كذلك فيجيب يونس :نعم كلامك صحيح وان هذا مخالف للقانون والخ..
ألسنا نشبه في واقعنا عائلة السيد رمضان في اعتراضاتنا لبعضنا البعض قبل معرفة المقترحات والافكار..؟أليس بيننا الآلاف من الذين يشبهون يونس جلبي وسعيد صالح يا ترى..!ثم اليس من المحزن أن نكون مسرحيين أو نحاول أن نكون دون أن نعرف عن المسرح شيئاً..!والمسرح الذي أنا بصدده هو مسرح الحياة التي تجنينا عليها بكل ما اوتينا من عناد وما زلنا سارين في دهاليز طرقاتنا الفكرية دون ان نحاول الوصول الى قبس من ضياء من شأنه ان ينير لنا ما تعتم أمام العمى غير العضوي الذي نشتكي منه، او نتنازل عن التنكيل ببعضنا او نتنازل عن انتقاد الانتقاد..

عبو شيخ فرمان

عاشت ايدك اخي العزيز كلامك يجرح القلب شكرا لك هذا كل ما املكه لأقوله بردي على الموضوع لتأثري به